الشيخ عبد الحميد كشك
الداعية الموفق ، والخطيب الملهم ، والواعظ المؤثر ، والمتحدث المسدد عبدالحميد بن عبدالعزيز بن محمد كشك . الذي أمضى ( 63) عاماً هي مجموع سنوات عمره ؛ مجاهداً في سبيل إعلاء كلمة الحق ، ونصرة الدين . فهو من مواليد العاشر من مارس عام 1933م في بلدة ( شبراخيت ) بمحافظة البحيرة في جمهورية مصر العربية .
عرفه الناس خطيباً مفوهاً نابهاً ، وداعيةً جريئاً موفقاً ، يصدع بكلمة الحق ويجهر بها دون أن تأخذه في الله لومة لائم . حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة من عمره ، ثم التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية ، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية .
التحق بعدها بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر وكان الأول على طلبة الكلية طول سنوات الدراسة . عمل ـ رحمه الله ـ إماماًَ وخطيباً في العديد من المساجد والجوامع حتى استقر به المقام في الجامع المُسمى ( عين الحياة ) بمنطة حدائق القبة في القاهرة لمدة ( 20 ) عاماً تقريباً هي عمر الشيخ على منبره الذي عرفته جموع المصلين من خلاله فالتفت حوله ، وتجاوبت معه حتى ذاع صيته ، وانتشرت أشرطة خطبه ودروسه في كل مكان .
اعتُقِلَ الشيخ كشك في عام 1966م ؛ وظل خلال فترة الاعتقال التي زادت على العامين ونصف يتنقل بين معتقلات مصر الشهيرة مثل :
( طُره ، وأبو زعبل ، والقلعة ، والسجن الحربي ) . ثم أُ فرج عنه في عام 1968م ، فعاد مرةً أخرى إلى خطبه ودروسه ونشاطه الدعوي .
ولأن خطب ودروس الشيخ – رحمه الله – كانت تمتاز بالصراحة والجُراءة ، والشجاعة في نقد الأوضاع السيئة ؛ فقد أدى ذلك إلى العديد من المشكلات بينه وبين الحكومة حتى تم اعتقاله في عام 1981م ، وبعد أن تم الإفراج عنه في 1982م خرج إلى بيته حيث تم منعه نهائياً من الدعوة والخطابة حتى انتقل إلى رحمة الله في 27 رجب عام 1417هـ الموافق للسادس من ديسمبر عام 1996م .
أما أبرز ملامح وميزات مدرسته المتميزه في الخطابة المنبرية فتتمثل في أنه كان بحق صاحب أبرز وأشهر مدارس الخطابة في عصرنا الحاضر ؛ ولعلي لا أُبالغ إذا قلت :
إن معظم الخطباء والدعاة الذين جاءوا بعده قد تأثروا به ، وبمنهجه ، وأسلوبه الخطابي المميز ؛ فقد كان – رحمه الله – يُقدم للخُطبة بمقدمةٍ تشد السامعين شداً قوياً ومؤثراً ،حيث كان من عادته أن يفتتح خطبه بحمد الله تعالى حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ؛ ثم يورد بعض الدعوات المتتالية التي يرفع بها صوته عالياً ، وكأنه يُهيىء المستمعين من خلالها ويستحضر انتباههم ، ويستثير مشاعرهم . ثم يصلي ويسلم على نبينا محمد مردداً قوله :
" سيدي أبا القاسم ؛ يا رسول الله ، صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم ، وما ناحت على الأيك الحمائم " .
بعد ذلك تأتي عبارته الشهيرة التي يقول فيها :
" أما بعد فيا حُماة الإسلام وحراس العقيدة " .
وهي العبارةُ التي تميزت بها خُطب الشيخ ، ولا تكاد تخلوا منها خُطبةٌ من خطبه ، والتي يكون من بعدها مدخله إلى الموضوع الذي يريد الحديث فيه بعد أن يُشير إلى الرقم التسلسلي للخطبة .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مجموع أشرطة خطب الشيخ قد بلغ ( 425 ) شريطاً ؛إضافةً إلى أكثر من ( 300 ) درس من دروس المساء التي كان يعقدها - رحمه الله – للمصلين في مسجده ، وغيره من المساجد الأخرى في فترة ما قبل صلاة العشاء ؛ مراعياً فيها طرافة الأسلوب ، وبساطة العبارة ، وتقديم الدرس بطريقةٍ جذابةٍ مرحةٍ سرعان ما تصل إلى النفوس ، وتلامس شغاف القلوب ؛ فتضفي على تلك الدروس جواً ماتعاً ، وروحاً مميزة يُكثر خلالها من قوله :
"سمَّعوني الصلاة على النبي" ، أو قوله رحمه الله تعالى :
" اللي يحب النبي يسمّعني الصلاة عليه " ؛ فترتفع أصوات الحاضرين بالصلاة والسلام على النبي ، وبذلك يطرد الملل والسآمة عنهم ، ويشدهم بكل ذكاءٍ بين حين وآخر إلى الموضوع الذي يتحدث فيه .
ولعل مما يميز خطب الشيخ عبد الحميد كشك ( رحمه الله تعالى ) ودروسه أنها جامعة شاملة ؛ فلا يكاد يكون هناك شريطٌ يتحدث في موضوع واحد - إلا ما ندر - ، وما ذلك إلا دليلٌ على سعة علمه ، وغزارة معرفته ، وقدرته الفائقة على الربط بين الأحداث ، واستنباط الدروس والعبر بشكلٍ يجعل المئات والألوف من رواد مسجده في ( عين الحياة ) يتوافدون على المسجد منذ ساعات الصباح الباكر في كل يوم جمعة لسماع الخطبة ، والاستمتاع بها مهما طال زمنها .
وهكذا يظل الجميع منصتين خاشعين حتى يرتفع صوته مرةً أخرى قائلاً:
"أعود بكم من هناك إلى هنا، وما أدراك ما هنا؛ هنا مدرسة محمد e".
ولأن الشيخ – غفر الله له – كان ممن تميز بمعايشته الحقيقية لآلام المجتمع ، والشعور بأوجاعه ؛ فقد كان صريح العبارة ، لاذع النقد ، قوي الإنكار على أعداء الإسلام في كل مكان ؛ ولم يكن يتوانى في أي مناسبة عن كشف زيفهم ، وبيان مكرهم ؛ الأمر الذي عرضه للإيقاف والمنع مراتٍ عديدة وعلى الرغم من ذلك فقد كان - غفر الله له - يملك رصيداً كبيراً من الحب والإعجاب في قلوب الناس ، ويحتل كلامه منـزلةً واسعةً من القبول في نفوسهم ، حتى أن خطبه ودروسه المسجلة على الأشرطة المسموعة قد انتشرت في كل مكان ، وبشكل تجاوز الحدود، وفاق كل التصورات ؛ فهي تُسمع في كل البلاد ، وعند كل الفئات ، وعلى جميع المستويات .
ولعل هذا ليس بالأمر الغريب ؛ فقد عُرف عن الشيخ / عبد الحميد كشك فصاحته وإجادته التامة للغة العربية ، واحاطته الفائقة بعلومها وفنونها ، وذوقه الأدبي الرفيع الذي يتضح في جودة إنتقاء الأشعار ، وحُسن الإلقاء ، وروعة اختيار العبارات ، ودقة التصوير والوصف .
يُضاف إلى ذلك كله ما كان يتمتع به ( غفر الله له ) من ملكة الحفظ العجيبه للتواريخ والأسماء والمناسبات ، و اطلاعه المستمر على أحوال المجتمع ،ومتابعته للأحداث أولاً بأول .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المتابع لخُطب الشيخ – رحمه الله – يُدرك منذ اللحظة الأولى أنه كان يحب شخصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتحدث كثيراً عن عظمته ، مردداً بين الحين والحين قوله :
"كان صلى الله عليه وسلم بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً " .
كما أنه كان يُكثر في دروسه وخطبه من الإستشهاد بمواقف عظيمة من سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ويسميه ( عملاق الإسلام ) .
كل هذا كان مميزاً لأداء الشيخ كشك ، ولمدرسته الخطابية التي نفع الله بها فنشرت الوعي الديني ، وخدمت الدعوة الإسلامية في زمنٍ كانت الدعوة أحوج ما تكون لمثل صوت الشيخ ومواعظه ودروسه وخطبه .
وبعد ؛ فهاهي سنوات تمر منذ أن توفيَّ الشيخ – رحمه الله – ، ولا تزال ذكراه العطرة ماثلةً في النفوس المؤمنة المُحبة للخير ، لأنه كان ولا زال وسيظل من الدعاة القلائل الذين ستظل ذكراهم خالدة في النفوس ، ومواقفهم في خدمة الإسلام ونصرته ماثلةً للعيان . فرحمة الله عليك يا شيخنا الجليل ، وأحسن الله اليك ياصاحب الصوت المؤثر ، والعبارات الصادقة .
وغفر الله لك يا من وهبت نفسك للدعوة إلى الله تعالى .
وعفا الله عنك يا من حيل بينك وبين منبرك ؛ فما زادك ذلك إلا تثبيتاً وتمكينا ، وعزةً ورفعةً إن شاء الله تعالى .
وأجزل الله مثوبتك يا من وصفت نفسك بعد أن حيل بينك وبين منبرك برهين المحبسين ( العمى والبيت ) .
وعزاؤنا فيك يا شيخنا أنك – ولا نُزكي على الله أحداً – واحدٌ من أبرز رموز الدعوة الإسلامية في هذا العصر ؛ وممن دعا إلى الله وسعى في الإصلاح باللسان والبيان ، وأخلص النصح ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ودافع عن الدين وأهله حتى اتاك اليقين ، فأسلمت الروح إلى بارئها متوضئاً مصلياً ساجداً لله الواحد القهار في يوم الجمعة 25/7/1417هـ
عرفه الناس خطيباً مفوهاً نابهاً ، وداعيةً جريئاً موفقاً ، يصدع بكلمة الحق ويجهر بها دون أن تأخذه في الله لومة لائم . حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة من عمره ، ثم التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية ، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية .
التحق بعدها بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر وكان الأول على طلبة الكلية طول سنوات الدراسة . عمل ـ رحمه الله ـ إماماًَ وخطيباً في العديد من المساجد والجوامع حتى استقر به المقام في الجامع المُسمى ( عين الحياة ) بمنطة حدائق القبة في القاهرة لمدة ( 20 ) عاماً تقريباً هي عمر الشيخ على منبره الذي عرفته جموع المصلين من خلاله فالتفت حوله ، وتجاوبت معه حتى ذاع صيته ، وانتشرت أشرطة خطبه ودروسه في كل مكان .
اعتُقِلَ الشيخ كشك في عام 1966م ؛ وظل خلال فترة الاعتقال التي زادت على العامين ونصف يتنقل بين معتقلات مصر الشهيرة مثل :
( طُره ، وأبو زعبل ، والقلعة ، والسجن الحربي ) . ثم أُ فرج عنه في عام 1968م ، فعاد مرةً أخرى إلى خطبه ودروسه ونشاطه الدعوي .
ولأن خطب ودروس الشيخ – رحمه الله – كانت تمتاز بالصراحة والجُراءة ، والشجاعة في نقد الأوضاع السيئة ؛ فقد أدى ذلك إلى العديد من المشكلات بينه وبين الحكومة حتى تم اعتقاله في عام 1981م ، وبعد أن تم الإفراج عنه في 1982م خرج إلى بيته حيث تم منعه نهائياً من الدعوة والخطابة حتى انتقل إلى رحمة الله في 27 رجب عام 1417هـ الموافق للسادس من ديسمبر عام 1996م .
أما أبرز ملامح وميزات مدرسته المتميزه في الخطابة المنبرية فتتمثل في أنه كان بحق صاحب أبرز وأشهر مدارس الخطابة في عصرنا الحاضر ؛ ولعلي لا أُبالغ إذا قلت :
إن معظم الخطباء والدعاة الذين جاءوا بعده قد تأثروا به ، وبمنهجه ، وأسلوبه الخطابي المميز ؛ فقد كان – رحمه الله – يُقدم للخُطبة بمقدمةٍ تشد السامعين شداً قوياً ومؤثراً ،حيث كان من عادته أن يفتتح خطبه بحمد الله تعالى حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ؛ ثم يورد بعض الدعوات المتتالية التي يرفع بها صوته عالياً ، وكأنه يُهيىء المستمعين من خلالها ويستحضر انتباههم ، ويستثير مشاعرهم . ثم يصلي ويسلم على نبينا محمد مردداً قوله :
" سيدي أبا القاسم ؛ يا رسول الله ، صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم ، وما ناحت على الأيك الحمائم " .
بعد ذلك تأتي عبارته الشهيرة التي يقول فيها :
" أما بعد فيا حُماة الإسلام وحراس العقيدة " .
وهي العبارةُ التي تميزت بها خُطب الشيخ ، ولا تكاد تخلوا منها خُطبةٌ من خطبه ، والتي يكون من بعدها مدخله إلى الموضوع الذي يريد الحديث فيه بعد أن يُشير إلى الرقم التسلسلي للخطبة .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مجموع أشرطة خطب الشيخ قد بلغ ( 425 ) شريطاً ؛إضافةً إلى أكثر من ( 300 ) درس من دروس المساء التي كان يعقدها - رحمه الله – للمصلين في مسجده ، وغيره من المساجد الأخرى في فترة ما قبل صلاة العشاء ؛ مراعياً فيها طرافة الأسلوب ، وبساطة العبارة ، وتقديم الدرس بطريقةٍ جذابةٍ مرحةٍ سرعان ما تصل إلى النفوس ، وتلامس شغاف القلوب ؛ فتضفي على تلك الدروس جواً ماتعاً ، وروحاً مميزة يُكثر خلالها من قوله :
"سمَّعوني الصلاة على النبي" ، أو قوله رحمه الله تعالى :
" اللي يحب النبي يسمّعني الصلاة عليه " ؛ فترتفع أصوات الحاضرين بالصلاة والسلام على النبي ، وبذلك يطرد الملل والسآمة عنهم ، ويشدهم بكل ذكاءٍ بين حين وآخر إلى الموضوع الذي يتحدث فيه .
ولعل مما يميز خطب الشيخ عبد الحميد كشك ( رحمه الله تعالى ) ودروسه أنها جامعة شاملة ؛ فلا يكاد يكون هناك شريطٌ يتحدث في موضوع واحد - إلا ما ندر - ، وما ذلك إلا دليلٌ على سعة علمه ، وغزارة معرفته ، وقدرته الفائقة على الربط بين الأحداث ، واستنباط الدروس والعبر بشكلٍ يجعل المئات والألوف من رواد مسجده في ( عين الحياة ) يتوافدون على المسجد منذ ساعات الصباح الباكر في كل يوم جمعة لسماع الخطبة ، والاستمتاع بها مهما طال زمنها .
وهكذا يظل الجميع منصتين خاشعين حتى يرتفع صوته مرةً أخرى قائلاً:
"أعود بكم من هناك إلى هنا، وما أدراك ما هنا؛ هنا مدرسة محمد e".
ولأن الشيخ – غفر الله له – كان ممن تميز بمعايشته الحقيقية لآلام المجتمع ، والشعور بأوجاعه ؛ فقد كان صريح العبارة ، لاذع النقد ، قوي الإنكار على أعداء الإسلام في كل مكان ؛ ولم يكن يتوانى في أي مناسبة عن كشف زيفهم ، وبيان مكرهم ؛ الأمر الذي عرضه للإيقاف والمنع مراتٍ عديدة وعلى الرغم من ذلك فقد كان - غفر الله له - يملك رصيداً كبيراً من الحب والإعجاب في قلوب الناس ، ويحتل كلامه منـزلةً واسعةً من القبول في نفوسهم ، حتى أن خطبه ودروسه المسجلة على الأشرطة المسموعة قد انتشرت في كل مكان ، وبشكل تجاوز الحدود، وفاق كل التصورات ؛ فهي تُسمع في كل البلاد ، وعند كل الفئات ، وعلى جميع المستويات .
ولعل هذا ليس بالأمر الغريب ؛ فقد عُرف عن الشيخ / عبد الحميد كشك فصاحته وإجادته التامة للغة العربية ، واحاطته الفائقة بعلومها وفنونها ، وذوقه الأدبي الرفيع الذي يتضح في جودة إنتقاء الأشعار ، وحُسن الإلقاء ، وروعة اختيار العبارات ، ودقة التصوير والوصف .
يُضاف إلى ذلك كله ما كان يتمتع به ( غفر الله له ) من ملكة الحفظ العجيبه للتواريخ والأسماء والمناسبات ، و اطلاعه المستمر على أحوال المجتمع ،ومتابعته للأحداث أولاً بأول .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المتابع لخُطب الشيخ – رحمه الله – يُدرك منذ اللحظة الأولى أنه كان يحب شخصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتحدث كثيراً عن عظمته ، مردداً بين الحين والحين قوله :
"كان صلى الله عليه وسلم بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً " .
كما أنه كان يُكثر في دروسه وخطبه من الإستشهاد بمواقف عظيمة من سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ويسميه ( عملاق الإسلام ) .
كل هذا كان مميزاً لأداء الشيخ كشك ، ولمدرسته الخطابية التي نفع الله بها فنشرت الوعي الديني ، وخدمت الدعوة الإسلامية في زمنٍ كانت الدعوة أحوج ما تكون لمثل صوت الشيخ ومواعظه ودروسه وخطبه .
وبعد ؛ فهاهي سنوات تمر منذ أن توفيَّ الشيخ – رحمه الله – ، ولا تزال ذكراه العطرة ماثلةً في النفوس المؤمنة المُحبة للخير ، لأنه كان ولا زال وسيظل من الدعاة القلائل الذين ستظل ذكراهم خالدة في النفوس ، ومواقفهم في خدمة الإسلام ونصرته ماثلةً للعيان . فرحمة الله عليك يا شيخنا الجليل ، وأحسن الله اليك ياصاحب الصوت المؤثر ، والعبارات الصادقة .
وغفر الله لك يا من وهبت نفسك للدعوة إلى الله تعالى .
وعفا الله عنك يا من حيل بينك وبين منبرك ؛ فما زادك ذلك إلا تثبيتاً وتمكينا ، وعزةً ورفعةً إن شاء الله تعالى .
وأجزل الله مثوبتك يا من وصفت نفسك بعد أن حيل بينك وبين منبرك برهين المحبسين ( العمى والبيت ) .
وعزاؤنا فيك يا شيخنا أنك – ولا نُزكي على الله أحداً – واحدٌ من أبرز رموز الدعوة الإسلامية في هذا العصر ؛ وممن دعا إلى الله وسعى في الإصلاح باللسان والبيان ، وأخلص النصح ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ودافع عن الدين وأهله حتى اتاك اليقين ، فأسلمت الروح إلى بارئها متوضئاً مصلياً ساجداً لله الواحد القهار في يوم الجمعة 25/7/1417هـ