الخميس، 19 يناير 2012

الصحابة : الحسين بن على


الحسين بن على

الحسين بن علي بن أبي طالب، كنيته أبو عبد الله، حفيد رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن أهل بيته، أبوه علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وأمير المؤمنين، أمه فاطمة بنت محمد بن عبد الله، وهو ثالث الأئمة المعصومين عند الشيعة، إخوته كثيرون وأشهرهم الحسن بن علي بن أبي طالب، عليه السلام وقد استشهد الحسين في معركة كربلاء، يوم العاشر من محرم سنة 61 هـجري الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادي. ويسمى بعاشوراء، وهو اليوم الذي يصومه أهل السنة لأن الله أنجى نبيه موسى عليه السلام من كيد فرعون[1].، كما أنه الشهر الذي فيه يحيي ملايين الشيعة ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام وأصحابه.
ميلاده ونشأته
ولد الحسين بن علي عليه السلام في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة [2] في المدينة. روي أن الحسين عندما ولد سر به جده محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و سلم) سروراً عظيماً وذهب إلى بيت فاطمة وحمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا : حرباً فسماه حسيناً، وعمل عنه عقيقة بكبش وأمر فاطمة بأن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره ذهب كما فعلت بأخيه الحسن بن علي بن أبي طالب. وإن كانت هذه الرواية موضع نظر لوجود ما يخالفها، فقد ورد في بعض المصادر أن علي بن أبي طالب قال: لم أكن لأسبق محمد في تسميته، وقال محمد واني لا اسبق ربي بتسميته فاوحي اليه حسين، واسماء الحسن والحسين على أسماء شبر وشبير أبناء النبي هارون عليه السلام وهو اخ النبي موسى عليه السلام واامام علي أبا الحسن والحسين هو أخ رسول الله حيث قال النبي محمد علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.وقد قال محمد حسين مني وانا من حسين. وهو من سما الحسين وسمى أخاه الحسن.
أدرك الحسين ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله. والله اعلم
فضله ومكانته
وعن أبي سعيد قال قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح {1}، وقال أيضاً: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" اخرجه البخاري، وقال: "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا، الحسن والحسين من الأسباط"، قال: "من أحبهما -أي الحسن والحسين - فقد أحبني" وكان الرسول يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا انه قد حدث أمر أو انه يوحى إليك فيقول النبي :"كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
{1} سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله، باب مناقب الحسن والحسين.
حياته وجهاده بعد وفاة النبي
كان الحسين ما زال صغيراً عندما توفي رسول الله وقد كان عابداً, زاهداً, عالماً, شجاعاً وحكيماً وسخياً.
القابه
السبط، سيد شباب أهل الجنة، أبو عبد الله الحسين، الامام المظلوم، بضعة كبد سيد المرسلين.. والكثير
زوجاته
1- ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي: أم علي الأكبر
 
الشهيد بكربلاء.
2- شاه زنان بنت يزدجرد: أم السجاد أميرة فارسية، واسمها يعني
 
باللغة العربية "ملكة النساء"، وهي ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك
 
الفرس.
 
 
3- الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي: أم سكينة وعلي الاصغر
 
المشهور بعبدالله الرضيع الشهيد بكربلاء
 
 
4-وامرأة من قبيلة بلي أم جعفر
 
 
5- وعلى رواية أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، أم فاطمة.
 
6- حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكررضي الله عنهم أجمعين.
 
أبناؤه
 
1- علي بن الحسين السجاد ويعرف أيضاً بزين العابدين، امه شاه
 
زنان ابنة يزدجرد الثالث ابن كسرى الثاني ملك فارس
 
 
2- علي الأكبر الشهيد بكربلاء امه ليلى الثقفية
 
 
3-علي الأصغر وهو المشهور بعبد الله الشهيد امه الرباب من قبيلة
 
كندة
4- جعفر امه امرأة من قبيلة بلي
 
بناته
1- سكينة بنت الرباب
 
 
2- فاطمة
 
 
3- زينب
 
 
4- رقية
 
 
5- خولة (مقامها ببعلبك) وأعقب الحسين من ابن واحد وهو زين
 
العابدين وإبنتين، وفي كشف الغمة قيل: «كان له ست بنين وثلاث
 
بنات علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء وزين العابدين وعلي الأصغر
 
ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة وقال
 
الحافظ عبد العزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب رضى
 
 الله عنه ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان.»
 
 
إباؤه للضيم
أما إباؤه للضيم ومقاومته للظلم واستهانته القتل في سبيل الحق والعز فقد ضربت به الأمثال وسارت به الركبان وملئت به المؤلفات وخطبت به الخطباء ونظمته الشعراء وكان قدوة لكل أبي ومثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة سامية ومنوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر وزمان وطريقا يسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية وتحمل الذل والخنوع للظلم، وقد أتى الحسين في ذلك بما حير العقول وأذهل الألباب وأدهش النفوس وملأ القلوب وأعيا الأمم عن أن يشاركه مشارك فيه وأعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه وأعجب به أهل كل عصر وبقي ذكره خالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية. قد بليت الأمة براع مثل يزيد، ولأخيه محمد بن الحنفية : والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية، في حين أنه لو بايعه لنال من الدنيا الحظ الأوفر والنصيب الأوفى ولكان معظما محترما عنده مرعي الجانب محفوظ المقام لا يرد له طلب ولا تخالف له إرادة لما كان يعلمه يزيد من مكانته بين المسلمين وما كان يتخوفه من مخالفته له وما سبق من تحذير أبيه معاوية له من الحسين فكان يبذل في إرضائه كل رخيص وغال، ولكنه أبى الانقياد له قائلا: إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم، فخرج من المدينة بأهل بيته وعياله وأولاده، ملازما للطريق الأعظم لا يحيد عنه، فقال له أهل بيته: لو تنكبته كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، فأبت نفسه أن يظهر خوفا أو عجزا وقال: والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض، ولما قال له الحر : أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن، أجابه الحسين مظهرا له استهانة الموت في سبيل الحق ونيل العز، فقال له:" أ فبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وسأقول كما قال أخو الأوس وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله فخوفه ابن عمه" وقال: "أين تذهب فإنك مقتول": فقال: سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
أقدم نفسي لا أريد بقاءها لتلقي خميسا في الوغى وعرمرما
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم كفى بك ذلا أن تعيش فترغما
يقول الحسين : ليس شأني شأن من يخاف الموت ما أهون الموت علي في سبيل نيل العز وإحياء الحق ليس الموت في سبيل العز إلا حياة خالدة، وليست الحياة مع الذل إلا الموت الذي لا حياة معه، أ فبالموت تخوفني هيهات طاش سهمك وخاب ظنك لست أخاف الموت إن نفسي لأكبر من ذلك وهمتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفا من الموت وهل تقدرون على أكثر من قتلي مرحبا بالقتل في سبيل الله ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ومحو عزي وشرفي فإذا لا أبالي بالقتل.و هو القائل: موت في عز خير من حياة ذل، وكان يحمل يوم الطف وهو يقول: لو كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي يا سيوف خذيني..
شجاعته
أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة الأبطال وفروسية الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة فيكيف لا ؟ وابوه حيدر الكرار وقالع باب خيبر، فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا, ولا أجرأ مقدما منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة.و يشد على الشجعان وهو يقول: أ علي تجتمعون، وهو الذي جبن الشجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف وأرعد.و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي : عفيرا متى عاينته الكماة يختطف الرعب ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها و هو الذي صبر على طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.[1]
موقفه من أحداث وفتن الأمة الإسلامية
موقفه من الفتنة في عهد أبيه الخليفة علي بن ابي طالب
قاتل مع أبيه في موقعة الجمل وموقعة صفين لتوحيد صف المسلمين تحت راية الخليفة المبايع من قبل المسلمين علي بن ابي طالب.
موقفه من صلح أخيه الحسن مع معاوية بن أبي سفيان
إنّ الحسين وافق على صلح أخيه ولم يعترض, وبعد وفاة الحسن استمر في عهد أخيه مع معاوية ولم يخرج إلا بعد استلام يزيد الحكم [3] فإنّ أهم بند في الصلح هو ان يكون الامر للحسن بعد وفاة معاوية فان حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد.
موقفه من خلافة يزيد بن معاوية
فاجأ معاوية بن أبي سفيان الأمة الإسلامية بترشيح ابنه يزيد بن معاوية للخلافة من بعده في مخالفا الصلح الذي عقده مع الحسن بن علي، وبدأ في أخذ البيعة له في حياته، في سائر الأقطار الإسلامية، ولم يعارضه سوى أهل الحجاز، وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير [2] [3]. وضع الإمام الحسين نصب عينيه نصيحة أبيه علي بن أبي طالب عندما أوصاه والإمام الحسن قبل وفاته قائلاً: «أوصيكما بتقوى الله ولا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما افعلا الخير وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً» توفي معاوية بن أبي سفيان سنة 60 هـ، وخلفه ابنه يزيد؛ فبعث يزيد إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين الذي رفض أن يبايع "يزيد" كما رفض- من قبل- تعيينه وليًا للعهد في خلافة أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت الله الحرام، فأرسل إليه يزيد بأنّه سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان متعلّقا بأستار الكعبة. فاضطر الحسين لقطع حجّته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر إخوته وأطفاله من مكة قاصدا الكوفة بعدما أرسل له الآلاف من أهلها الرسائل بأن أقدم فليس لنا والعادل وإنا بحاجة إلى إمام نأتم به.
الإمام الحسين لم يقبل أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى ارث وأبى أن يكون على رأس الإسلام يزيد بن معاوية, فرفض أن يبايعه ولم يعترف به. وقد التقى الوليد بالحسين وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين بينما ذهب عبد الله بن الزبير إلى مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام
الخروج إلى مكة والعزم على الذهاب إلى الكوفة
حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسين الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة سرًا إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث.
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل الفتنة وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الحسين بن علي ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص (تخلو عنه بالمعركة) بايعوا الحسين ليكون الخليفة وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الحسين يعجل فيها قدومه. حسب ما تذكر المصادر التاريخية، ان مجيء آل البيت بزعامة الحسين كان بدعوة من أهل الكوفة. قام أصحاب واقارب واتباع الحسين بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وأبو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن.
الأحوال في الكوفة
لما وصلت هذة الأخبار إلى الخليفة الأموي الجديد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد الدولة الأموية وقام الخليفة يزيد بتنصيب والي آخر كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للحسين أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة أبيهم. وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث الحسين، مسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله [4] واختلفت المصادر في طريقة قتله فبعضها تحدث عن إلقائه من أعلى قصر الإمارة وبعضها الآخر عن سحبه في الأسواق وأخرى عن ضرب عنقه، وقيل أنه صُلب، وبغض النظر عن هذه الروايات فإن هناك إجماع على مقتله وعدم معرفة الحسين بمقتله عند خروجه من مكة إلى الكوفة بناء على الرسالة القديمة التي استلمها قبل تغيير موازين القوة في الكوفة، وقد علم بمقتل مسلم بن عقيل عندما كان في زرود في الطريق إلى العراق. [5]
في الطريق إلى الكوفة
استمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص قائد معركة القادسية ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم. في اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وكانت قوات الحسين تتألف من 32 فارسا و 40 راجلا وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أياماً يعانون العطش.
استشهاده
بعد أن رأى الحسين تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا من قبل عن مناصرة مسلم، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين حين ذكرهم بها، فعرض على عمر بن سعد ثلاثة حلول: إما أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور الإسلام للجهاد فيه، وإما أن يأتي يزيد بن معاوية في دمشق فيطلب منه الحلين الأولين ، فبعث عمر بن سعد لابن زياد خطاباً بهذا إلا أن شمر بن ذي الجوشن رفض وأصر على بن زياد أن يحضروه إلى الكوفة أو يقتلوه، فأرسل بن زياد لعمر بن سعد برفضه.[4]
ومع رفض الحسين للتسليم، بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل..
بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الحسين جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع شهيداً ولم يبقى في الميدان سوى الحسين الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين وحسب رواية فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده بضربة سيف وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة. ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين(السجاد)و ذلك بسبب اشتداد مرضه وعدم قدرته على القتال، فحفظ نسل أبيه من بعده.... ويعتبر شمر بن ذي الجوشن احد شيعة علي ين ابي طالب ولكن اسلوب الخيانه والغدر كانت من صفاته وهو مايميز اتباعه في هذا العصر.
وكانت نتيجة المعركة واستشهاد الحسين على هذا النحو مأساة مروعة أدمت قلوب المسلمين وهزت مشاعرهم في كل مكان، وحركت عواطفهم نحو آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد الأمويين.
رأس الحسين

مسجد الإمام الحسين بالقاهرة حيث يظن البعض أن رأس الحسين عليه السلام دفن هناك
لاتطلبوا رأس الحسين بشرق ارض وغرب
هناك خلاف لدى أهل السنة والجماعة حول المكان الذي دفن فيه رأس الحسين عليه السلام، فتوجد العديد من الآراء منها:[5] [6]
  • أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء وهو ما عليه جمهور الشيعة

  • حيث الاعتقاد بأن الرأس عاد مع السيدة زينب إلى كربلاء بعد

  • أربعين يوماً من مقتله أي يوم 20 صفر وهو يوم الأربعين الذي

  • يجدد فيه الشيعة حزنهم.

  • أن موضع الرأس بـالشام وهو على حسب بعض الروايات التي

  • تذكر أن الأمويين ظلوا محتفظين بالرأس يتفاخرون به أمام

  • الزائرين حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس وإكرامه،

  • كما ذكر الذهبي في الحوادث من غير وجه أن الرأس قدم به على

  •  يزيد "[7]. وما زال المقام هناك إلى اليوم يزار.

  • أن موضع الرأس بعسقلان وهذا الرأي امتداد للرأي الثاني حيث

  • لو صح الثاني من الممكن أن يصح الثالث والرابع. تروي بعض

  • الروايات ومن أهمها المقريزي أنه بعد دخول الصليبيين إلى

  • دمشق واشتداد الحملات الصليبية قرر الفاطميون أن يبعدوا رأس

  • الحسين ويدفوننها في مأمن من الصليبيين وخصوصا بعد تهديد

  •  بعض القادة الصليبيين بنبش القبر، فحملوها إلى عسقلان

  • ودفنت هناك.

  • أن موضع الرأس بالقاهرة وهو أيضا امتداد للرأي السابق حيث

  • يروي المقريزي أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى

  • القاهرة وبنوا له مشهدا كبيرا وهو المشهد القائم الآن بحي

  • الحسين بالقاهرة، وهناك رواية محلية بين المصريين ليس لما

  • مصدر معتمد سوى حكايات الناس وكتب المتصوفة أن الرأس

  • جاء مع زوجة الحسين رضي الله عنهشاه زنان بنت يزدجرد

  • الملقبة في مصر بأم الغلام التي فرت من كربلاء على فرس.[8]

  • أن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة وهو الرأي الثابت عند أهل

  • السنة لرأي شيخ الإسلام بن تيمية حين سئل عن موضع رأس
  •  
  •  
  • الحسين فأكد أن جميع المشاهد بالقاهرة وعسقلان والشام مكذوبة

  •  مستشهداً بروايات بعض رواة الحديث والمؤرخين مثل القرطبي

  •  والمناوي.[5][9]

  • أن موضع الرأس مجهول كما في رواية قال عنها الذهبي أنها

  • قوية الإسناد : "وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني

  • أبي، عن أبيه قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال:

  • رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا حاضنة يزيد

  • بن معاوية، يقال: بلغت مائة سنة، قالت: دخل رجل على يزيد،

  • فقال: يا أمير المؤمنين أبشر فقد مكنك الله من الحسين، فحين رآه

  • خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة، قال حمزة: فقلت لها: أقرع

  • ثناياه بقضيب؟ قالت: أي والله، ثم قال حمزة: وقد كان حدثني

  • بعض أهلها أنه رأى رأس الحسين مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام،

  • وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان

  •  الخلافة، فبعث إليه فجيء به وقد بقي عظماً أبيض، فجعله في

  • سفط وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة سألوا

  • عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به."[7]