الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

موسوعة المفاهيم الإسلامية : الكهانة

الكهانة

لغة: كَهَنَ وكَهُنَ يَكهُنُ ، يَكُهن كهانة،وتكهن تكهنا له: أى قضى له بالغيب وحدثه به.
وكهن كهانة: صار كاهنا، أو صارت الكهانة له طبيعة وغريزة ورجل كاهن من قوم كهنة وكهان: من يدعى معرفة الأسرار أو أحوال الغيب ، وعند اليهود وعبدة الأوثان:
الذى يقدم الذبائح والقرابين ، فقد ورد فى التوراة: "... وتلبس هارون الثياب المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لى...." (خروج 40:13).
وعند النصارى: من ارتقى إلى درجة الكهنوت.
ففى الإنجيل: "... فنظر وقال لهم: أذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة...." (لوقا 17:14) واللفظ إما من كهن بالعبرانية، أو من كهنا بالسريانية.
والكهانة: حرفة الكاهن ، وهو الذى يتعاطى الخبر عن الكائنات فى مستقبل
الزمان ، ويدعى معرفة الأسرار.
الكهنوت: طبقة الكاهن أو رتبته. وسر الكهنوت: هو أحد أسرار الكنيسة المقدسة السبع ، يتولى به الكاهن أن يقدس جسد المسيح ، ودمه فى تلاوة القداس ، وأن يحل من الخطايا.
كان فى العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما ، فمنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب ، يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأل ، أو فعله ، أو حاله ،وهذا يخصونه باسم العراف.
والكاهن فى كلام العرب: هو الذى يقوم بأمر الرجل ويسعى فى حاجته ، والقيام بأسبابه وأمر حزتته. والكاهنان: حيان ، يقال لقريظة والنضير -وهم أهل كتاب وفهم وعلم- وهما قبيلتان يهوديتان كانتا تسكنان بالمدينة. والعرب تسمى كل من يتعاطى علما دقيقا كاهنا، ومنهم من كان يسمى المنجم والطبيب كاهنا.
ووردت كلمة: الكاهن فى القرآن الكريم مرتين ، فى قوله تعالى: {فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون}الطور:29 ، أى لست بحمد الله بكاهن ، كما تقول الجهلة من قريش. والكاهن الذى يأتيه الرئى من الجن بالكلمة يتلقاها من خبر السماء، كما يعتقد ذلك كثير من الناس. وفى قوله تعالى: {ولابقول كاهن قليلا ما تذكرون}الحاقة:42.
وكانت الكهانة فى العرب على ثلاثة أضرب:
الأول: يكون للإنسان ولى من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء،وهذا القسم بطل من حين بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم .
الثانى: أن يخبره بما يطرأ، أو يكون فى أقطار الأرض ، وما خفى عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده ، ونفت المعتزلة وبعض المتكلمين هذين الضربين وأحالوهما (أى جعلاهما مستحيلين).
الثالث: المنجمون ، وأغلبهم كاذب ، ولذا شاع بين الناس هذا المثل: "كذب المنجمون حتى ولو صدقوا" وقد حرم الإسلام إتيان الكاهن لسؤاله عن الغيب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد" (1).
أ.د/محمد شامة
__________

الهامش:
1- الترمذى: الطهارة، وابن ماجه: كتاب الطهارة.
مراجع الاستزادة:
1- سنن الترمذى الترمذى.
2- لسان العرب ابن منظور.
3- سنن ابن ماجه ، ابن ماجه.
4- الكتاب المقدس: العهد القديم ، والعهد الجديد.
5- الكشاف الزمخشرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ