حتى تكتمل فرحتنا بمشروع قناة السويس الجديدة
مبروك لمصر وقيادتها وشعبها بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة لخدمة الملاحة العالمية ولتصبح شريانا جديدا يحمل الخير والرخاء للمصريين والعالم ، فحق لجميع العقلاء أن يسعدوا بالإنجاز المبارك الخالد – إن شاء الله – ومن قبل يفرحوا بهمة وتكاتف المصريين، ويفخروا بإرادة وعزيمة القيادة، ويثقوا بها - بعد الله تعالى- في تجاوز المحن، والتغلب على المعوقات وإدارة الأزمات، واهلا وسهلا برؤساء الدول ومرحبا بالضيوف والوفود المشاركة بالاحتفال والتهنئة، وبوركت الجهود المبذولة، والسواعد الفولاذية، والأموال المستثمرة، والله لا يضيع عمل عامل منكم، ولن يتركم أعمالكم.
حتى تكتمل فرحتنا بمشروع قناة السويس الجديدة، فلابد أن يتبع النجاح نجاحات في تنمية شاملة، وأول الغيث قطرة، وفق خطط طموحة لمشروعات استراتيجية واعدة، لرؤية مستقبلة مشرقة، وتكاتف جهود الجميع - الراعي والرعية والقادة والساسة والمسؤولين والمفكرين والعلماء ورجال الأعمال والمستثمرين والناس - لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، والأهداف التنفيذية لها، وتوحيد الجهود والامكانات للتفكير الاستراتيجي، وتدعيم الابتكار، ورعاية الإبداع، والتفكير السليم، والنقد العلمي، والبناء الخلاق، وحسن استغلال الفرص الممكنة والمحتملة، والموارد البشرية والطبيعة والمناظر الخلابة بمصر، والقضاء على تهديدات الإرهاب وترويع الآمنين، وسد الثغرات لمواطن الخطر المحتملة، والتصدي لكل ما يمس سمعة مصر، ويجرح كرامة المصريين وينال من حقوق المواطنين والزائرين، وعلاج نقاط الضعف والأمراض الاجتماعية التي تعوق تقدمنا ونهضتنا:
كندرة المفكرين والتخطيطين الاستراتيجيين، وغياب الفكر والتخطيط الاستراتيجي للمؤسسات والأفراد، وقلة المخططين للموارد البشرية، وسوء التنفيذ وقلة الجودة وانعدام الاتقان، وضعف آليات المتابعة ونظم المراقبة، وسوء التقييم، وعشوائية وارتجالية النظم المتبعة لإدارة الكثير من المؤسسات والهيئات الحكومية، وكثرة الهدر والفاقد، وسوء بطانة بعض القيادات والمسؤولين، واضاعة أجر المحسنين، وانعدام الشفافية لترقية الموظفين أو اختيار الأكفاء بكافة مرافق الدولة، ومحاربة بعض المسؤولين لرجال الأعمال، وحسد بعض المراقبين للمستثمرين الجادين لنماء مصر، وتعمد إساءة بعض الكتاب والمؤلفين وكتاب السيناريو والسيناريست لمصر وسمعة شعبها ونسائها وبالتالي رجالها ونسلها في المسلسلات والأفلام ، وببغائية العديد من أبواق الإعلام المفرق لجمع الكلمة، وتوحيد الصف، والمشتت للجهد والفكر، وسطحية معالجة مقدمي برامج التوك شو بالقنوات الأرضية والفضائية وكتاب المقالات بالجرائد الحكومية والصفراء للمشكلات الحياتية، وتتبعهم لعورات وقذف المحصنات، والمؤمنات الغافلات، وسوء استثمارهم وتوجيههم للعواطف النبيلة الجياشة للناس بزرع الريبة والتشكك دون قرائن وبينة أو أحكام قضائية، في أقوال الخصوم المهذبة، وأعمال المناوئين الجلية، ونيات المخالفين الصادقة، وابرازهم لبعض مدعي الوطنية الفاشلين الذين يهرفون بما لا يعرفون، والذين يهذون بسوء الظن، أو الذين يتحدثون بنبرات التعالي والكبر- بطر الحق وغمض الناس - فيقذفون بالعمالة والتخوين كل مخالف ومعترض لهم، ويجادلون بالباطل وبلا موضوعية ويجرحون الذوات لا الموقف والفكر ويدخلوننا حياتهم الشخصية وماضيهم، وسط غفلة كتاب السيناريو المحترمين للأعمال الهادفة العظيمة، وللمؤلفات والكتب القيمة للكُتاب العالميين ، وتشجيع المنتجين للأعمال الفنية الهابطة والناشرة لسوء الأخلاق والرذيلة والداعية للمنكر والفحشاء والعري الفاضح والبغي والعدوان، وتغليبهم فيها العواطف على إعمال العقل والمنطق لحل المشكلات والخلافات الحياتية، ودون مساهمة واضحة وحقيقية في: وجوب احترام المؤسسات والنظام، والقضاء و القانون، ورجال الأمن والمصلحين، وتنمية الفكر والقدرات والمهارات البشرية، والتصدي للمخططات العدائية ومسالك عصابات الإجرام الدولية: للغش والاحتيال والنصب التجاري، ولتجارة الأعضاء البشرية، والجنس (الرقيق )، والسلاح، والمخدرات، وعقائد الإرهابين، وأيدولوجيات السياسيين، وعلاج ممنهج وحقيقي لمشاكل المجتمع المؤرقة الداخلية: كمحاربة التكفير والاستقطاب الداعشي، والتطرف الديني، والغلو المذهبي، والتنطع التعبدي بنشر الوسطية، والتفريط في المعتقدات بالإلحاد، والانحلال في القيم ومخالفة الثوابت، والفكر الاقصائي ، وسبل مواجهة واستراتيجيات استيعاب الزيادة السكانية، وموجات الغلاء، وتعسر الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، وضعف القدرات التنافسية الانتاجية "للسلع والخدمات" في السوق العالمية والمصرية، وتردي الأحوال الصحية والخدمات العلاجية والتمريضية، وسوء الممارسات التعليمية والتعلمية بالمدارس بل الجامعات والاكاديميات، وانتشار البطالة المقنعة والحقيقية، وتغول بلاطجة الشوارع، واتساع ظاهرة أولاد الشوارع، وتداول مفردات لفظية وضيعة ومتخلفة، وانتشار مغيبي العقول ومتعاطي ومروجي المخدرات ، ومنتهكي الأعراض، والمتحرشين بالنساء، والسراق للمال العام والخاص، والمرتشين بكآفة المؤسسات ومختلف القطاعات، وكثرة الفاسدين والمنتفعين بالباطل لاستغلال الموارد البشرية والطبيعية للبلاد، وأرجو بذا أن أكون قد نبهت علماء الجامعات والمتخصصين في الجامعات والتربية والتعليم وعلماء النفس والاجتماع والكتاب والمفكرين في كافة المجالات والقادة والسادة المسؤولين بكل القطاعات لما ينتظرهم من أمور صعبة ممكنة لا مستحيلة، ومهام جسام ليكون المشروع بحق فاتحة خير لمصر والعرب والعالم أجمع (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)، بوركت ذخرا يا شعب لمصر والعالم والعرب، وبارك الله فرحتكم وبهجتكم جميعا.
بقلم / مهندس عاطف مكي القاضي
مدير تخطيط، ومهندس زراعي، وباحث في التطوير المؤسسي والجودة والتخطيط الاستراتيجي للمشاريع الزراعية والتطوعية والبرامج التربوية، والتسويق الاستراتيجي.